Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن الصلاة عمود الدين، وهي الركن الثاني للإسلام بعد الشهادتين، وهى قول لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي صلة العبد برب العالمين، وقد فرضها الله عز وجل، من فوق سبع سموات على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بغير واسطة لأهميتها وعظيم مكانتها، بل أمر بالمحافظة عليها جماعة حتى المجاهدين، وجعلها قرينة الإيمان في مواضع كثيرة من القرآن العظيم، بل سماها إيمانا، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولذلك كله حافظ عليها المسلمون جيلا بعد جيل، ولم يتهاونوا بها حتى عند المرض والسكرات، وأما عن صلاة الفجر أو صلاة الصبح فهي أول الصلوات الخمس المفروضات عينا على كل مكلف باتفاق المسلمين.

وتتكون صلاة الفجر من ركعتين وميقاتها هو من بداية طلوع الفجر إلى شروق الشمس وهي صلاة جهرية، وصلاة الفجر، هي صلاة الصبح، ولا فرق بين التسميتن، وهي ركعتان مفروضتان، ولها سنة قبليّة، وعددها ركعتان، وتسمى سنة الفجر أو سنة الصبح، أو ركعتي الفجر أو رغيبة الفجر ووقتهما بعد أذان الفجر الدال على قرب الصلاة وسنة الفجر ليست بواجبة، وإنما هي سنة مؤكدة وقد واظب عليها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحث عليها ولا تطلب صلاتها جماعة بل يصليها الشخص منفرداً في المسجد أو في بيته، كما ثبت عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في حديث السيده عائشة رضى الله عنها حيث قالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر أى سنة الفجر، إذا سمع الأذان ويخففهما ” رواه مسلم.

وعن السيده عائشه رضى الله عنها أنها قالت أيضاً: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر فيخففهما حتى أقول هل قرأ فيهما بأم القرآن ” رواه أحمد وغيره، وتسمى صلاة الفجرأو صلاة الصبح، بذلك نسبة إلى وقتها الذي تؤدى فيه، وهو من أول النهار، وهو الصبح الذي يتجلى ضياؤه وينتشر في الأفق، وقد ذكر في القرآن الكريم : ﴿فالق الإصباح﴾ وهذا بمعنى أن الله تعالى هو الذي شق عمود الصبح عن ظلمة الليل، ووقت هذه الصلاة هو الصبح، والمقصود به الفجر الصادق، وقد سمي فجراً، لانفجار ضوئه، وكما أنها تسمى أيضاً بصلاة الغداة والغداة هو الوقت مابين الفجر وطلوع الشمس، ويؤدي المسلمون صلاة الفجر بعد دخول أول وقتها، بطلوع الفجر الثاني.

وهو يسمى الفجر الصادق، وطلوع الفجر هو عبارة عن بداية ذهاب الليل، ومجيء أول بياض الصبح، ويكون حينها سواد الليل مختلطا ببياض النهار، إلا أن علامة طلوع الفجر الصادق، وهو أن يبدء ظهور بياضه دقيقا، ثم يتسع وينتشر ضوئه في الأفق، وهو غير الفجر الأول الذي يسمى الفجر الكاذب، وهو الذي يظهر مستطيلا كذنب السرحان، ثم تعقبه ظلمة، وقد سمي كذلك لأنه يخدع الناظر موهما أنه الصبح، ثم يغيب، وأما الفجر الصادق، فإنه يصدق بظهوره وينتشر، وينادي المؤذن للصلاة في أول وقتها، علامة على دخول الوقت، ووقت صلاة الفجر هو الصبح، الذي يبدء من طلوع الفجر الثاني إلى ما قبل طلوع الشمس، ويسمى وقت الأداء، مقابل وقت القضاء.

والفضيلة في الصلاة لأول وقتها، وقد ” كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يصلي الصبح، فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن، ما يعرفهن أحد من الغلس” وفي رواية أخرى ” وكان يصلي الصبح بغلس ” وهذا فى الصحيحين، عن البخارى ومسلم، وتعد صلاة الفجر من أهم الصلوات الخمس، فقد اهتم الله تعالى بشأنها، وحث على إقامتها، بقوله تعالى: ” وقرآن الفجر” وذكر أيضا فضل الصلاة الوسطى، وأمر بالمحافظة عليها، وهي: صلاة الفجر أو صلاة العصر، وهناك مجموعة من الأحاديث تدل على فضلها منها: وهو قول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ” أن أثقل صلاة علي المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ”

ويقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ” من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله” وقد ثبت في صحيح البخاري أن قول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قد رآى : ” أن رجلاً مستلقياً على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فتتدهور الحجر فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى وهكذا حتى تقوم الساعة فقال: من هذا ياجبريل؟ قال: هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ” ويقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ” من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله ” رواه مسلم.

وأيضا عن سنة الصبح، وهي سنة الفجر قال عنها وهى ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، وتنفرد صلاة الصبح بأذان مختلف عن بقية الصلوات فتضاف جملة الصلاة خير من النوم إلى الأذان، وكما تنفرد صلاة الصبح بأن لها أذانان، أما عن الآذان الأول فهو سنة ووقت هذا الآذان قبل اذان الفجر بحوالي الربع ساعه، وهذا لا يبنى عليه لا صيام ولا صلاة و انما يستعمل لتنبيه من يريد الصيام أو الاستعداد لصلاة الفجر بأن موعد الفجر قد اقترب، وأذان ثانى وهو الذي يحلل الصيام ويوجب الصلاة، وصلاة الفجر في وقتها لها فضل كبير جدا، فيكون للمداوم على صلاة الفجر أجر حجّة وعمرة، إذا بقي يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس فقال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

” من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمره ” وصلاة الغداة هي صلاة الفجر، رواه الترمذي، وصلاة الفجر غنيمة لا تعادلها غنائم الدنيا وكنوزها، وهى النجاة من النار والبشارة لهم بدخول الجنة، حيث قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها ” رواه مسلم، وأيضا من فضل صلاة الفجر هو شهود الملائكة والثناء على من صلى الفجر حاضرا، حيث قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر ” رواه البخاري ومسلم، وأيضا من فضل صلاة الفجر هو بشارة بنور تام يوم القيامة، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال.

” بَشِّر المَشَّائين في الظلمات بالنور التام يوم القيامة ” وهي إشارة إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر في وقتها لوجود العتمة، فكم من أجور ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر؟ وكم من حسنات ضيعتها يوم سهوت عن صلاة الفجر أو أخرتها عن وقتها؟ وكم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عن صلاة الفجر؟ ولنعلم أنه من صلى الفجر في جماعة ضمن له النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الجنة والنجاة من النار، فعن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال ” من صلى البردين دخل الجنه ” متفق عليه، ومن صلى الفجر في جماعة شهدت له الملائكة عند الله بأنه صلى الفجر مع الجماعة، ومن صلى سنة الفجر كان ذلك خيرا له من الدنيا وما فيها.

فعن السيده عائشه رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال : ” ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ” رواه مسلم، وأما عن عقوبة تارك صلاة الفجر والمتهاون فيها، فإن الذي يتهاون بصلاة الفجر يستهزئ به الشيطان، ويبول في أذنه، والدليل على ذلك هو ما ذكر عند النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أن رجل نام ليلة حتى أصبح، فقال: ” ذاك رجل بال الشيطان فى أذنه ” وقال العلماء إما أن يكون بول الشيطان في أذنه على سبيل الحقيقة، أي بال الشيطان في أذن من لم يصل الفجر حقيقة، وجعل أذنه مرحاضا له، وإما أن يكون بول الشيطان على سبيل المجاز وهو بمعنى أنه أصمها عن سماع الأذان والاستجابة لنداء الرحمن، فقد أصمه الشيطان عن سماع الحق.

فيسمع الذكر ولا يتذكر، ويسمع الوعظ ولا يتعظ، ويسمع القرآن ولا يخشع، فقد قسا قلبه وصمت أذنيه، ولمن تهاون في صلاة الفجر، أن من ترك صلاة الفجر، يضرب عليه الكسل طوال يومه ويشعر بضيق في صدره ولا يعلم ما سببه، ولمن تهاون في صلاة الفجر، فهي أشد العقوبات، وهي أن المتهاون في صلاة الفجر قد يحرم من النظر إلى وجه الله الكريم يوم القيامة، فيا من تحافظ على صلاة الفجر في جماعة، أبشر ثم أبشر، فأول فضيلة تنالها، أن تكتب في صحيفة أعمالك بأنك قمت الليل كله، ومن صلى الفجر في جماعة فهو من وفد الرحمن، ووفد الرحمن هم الذين يحشرون ركبانا حين يمشي الناس على أقدامهم، وهم الآمنون حين يفزع الناس، فهذه هي صلاة الفجر وتلك هي منزلتها بين الصلوات، فأين أنتم من صلاة الفجر؟؟ وهل تشهدكم الملائكة مع القائمين الراكعين الساجدين ؟ أم تشهدكم مع الكسالى والنائمين ؟

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *