Share Button
الدكروري يكتب عن أصل الجعد بن درهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه يرجع أصل الجعد بن درهم إلى منطقة خراسان وكان من موالي بني مروان وجاء خراسان وسكن مدينة دمشق وابتنى بها دارا بجوار الكنيسة فهو في الأصل أعجمي وليس عربي، لذلك فلا عجب عندما يضل عن معاني القرآن الكريم، وقد اشتغل بدمشق في تعليم الصبيان في المكاتب وترقي به الحال حتى أصبح مؤدب مروان بن محمد بن الحكم وذلك سنة خمسه وسعين من الهجره، وكان مروان هو آخر خلفاءبني أمية لذلك عرف باسم مروان الجعدي نسبة إلى مؤدبه وشيخه الجعد بن درهم، والجعد بن درهم هو إمام التعطيل، وقد قال السيوطي رحمه الله في كتاب الأوائل أول من تفوه بكلمة خبيثة في الاعتقاد هو الجعد بن درهم فقال إن الله لا يتكلم، والجعد بن درهم هذا.
هو أول من تكلم في صفات الله عز وجل، وأنكرهما والجعد هو أول من قال بخلق القرآن وأنكر أن يكون الله عز وجل قد تكلم به وأنكر أن يكون اتخذ إبراهيم خليلا, وقال شيخ الإسلام ابن تيمية،إن أول من حفظ عنه مقالة، إن الله ليس على العرش حقيقة، وأن معنى استوى بمعنى استولى، هو الجعد بن درهم، فهو بذلك أول وإمام المعطلين، والتعطيل هو لغة معناه الفراغ والخلو وهو إصطلاحا معناه نفي صفات الله عزوجل التي أثبتها لنفسه أو أثبتها له الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهذا النفي إما يكون بالكلية مثلما ذهب الجعد بن درهم وتلميذه الجهم بن صفوان وأما بالتأويل لمعاني أخرى والتحريف في آيات الله تعالى، مثل تأويل استوى باستولى وهذا النفي يجمع بين التحريف والتعطيل معا.
وكان الجعد بن درهم يتردد على العالم الكبير، وهب بن منبه، وكان من شدة احترامه لوهب كان إذا ذهب إليه يغتسل ويقول عن ذلك أنه أجمع للعقل، وكان يكثر في المسألة على وهب في باب الصفات وكان لوهب فراسة عظيمة فلما تخطئ فقال له يوما، ويلك يا جعد اقصر المسألة عن ذلك إني لأظنك من الهالكين لو لم يخبرنا الله في كتابه أنه له يدا ما قلنا ذلك وأن له عينا ما قلنا ذلك وأن له نفسا ما قلنا ذلك وأن له سمعا ما قلنا ذلك وذكر الصفات من العلم والكلام وغير ذلك، ولكن الجعد لم يقبل هذا الكلام وأقبل على ضلاله، وربما يتساءل البعض فيقول من أين أتى الجعد بن درهم بتلك المقولة الخبيثة في اعتقاد المسلمين ولم يكن له سلف فيها والجواب عن ذلك عند ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق الذي قال.
قد أخذ الجعدبن درهم بدعته عن الضال الكافر بيان بن سمعان النهدي وهو من غلاة الشيعة الذين يعتقدون أن روح الله تعالى الله علوا كبيرا عما يقولون قد حلت بعلي بن أبي طالب ومنها لأولاده وقد ادعى النبوة وقد قتل بسيف الشرع سنة مائه وتسعة عشر من الهجره، أما بيان بن سمعان، فقد أخذ مقالته من اليهودي طالوت ابن أخت لبيد بن أعصم والذي أخذها من خاله الشرير لبيد بن أعصم وهو اليهودي الذي سحر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والذي أخذها بدوره من يهودي باليمن كان يقول إن التوراة مخلوقة وليست كتاب الله عز وجل، فمقالة التعطيل يهودية الأصل والصنع حتى نقف على أس البلاء التي تعرضت له الأمة من قديم العهود.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *