الدكروري يكتب عن جعفر الطيار في مؤتة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الغزوات الإسلامية، وأما عن لفظ غزوة فهو يطلق على أي قتال لكفار، قاده الرسول صلى الله عليه وسلم، بنفسه أو بجيش من قبله ولو لم يشارك فيه، ففي غزوة مؤته لم يشارك النبي صلى الله عليه وسلم، في أحداثها، ولكن الأمر انطلق منه صلى الله عليه وسلم وتحت إشرافه مباشرة، وقد أمَّر النبي صلى الله عليه وسلم، على هذا البعث زيد بن حارثة، وقال ” إن قُتل زيد فجعفر، وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة، وعقد لهم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة، وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا مَن هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، وقال لهم صلى الله عليه وسلم.
” اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَن كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا كبيرا فانيا، ولا منعزلا بصومعة، ولا تقطعوا نخلا ولا شجرة، ولا تهدموا بناء ” وقد خرجت نساء المسلمين لتوديع أزواجهن وهن يقلن ” ردكم الله إلينا صابرين ” فرد عبد الله بن رواحه وقال ” أما أنا فلا ردني الله ” وعند مدينة مؤتة توقف المسلمون، وكان عددهم ثلاثة آلاف، وعدد الغساسنة والروم مئتا ألف، وقد اختار المسلمون بقيادة زيد بن حارثة، الهجوم على البيزنطيين وتم الهجوم بعد صلاة الفجر وكان اليوم الأول هجوما قويا، في صالح المسلمين لأن الروم والغساسنة لم يتوقعوا من جيش صغير البدء بالهجوم، وفي اليوم الثاني، بادر المسلمون أيضا بالهجوم وكان من صالح المسلمينز
وقتل كثير من الروم وحلفائهم، وأما في اليوم الثالث فقد بادر الروم بالهجوم وكان أصعب وأقوى الأيام وفيه قتل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحه، واختار المسلمون خالد بن الوليد قائدا لهم، وأما عن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، فقد كانت أمه هى السيده أسماء بنت عميس الخثعمية، وهى صحابية وكانت زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم لأبي بكر الصديق ثم لعلي بن أبي طالب، وقد هاجرت السيده أسماء بنت عميس للحبشة ثم إلى يثرب، لذا فتكنى بصاحبة الهجرتين، وهى اسمها أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن خثعم بن أنمار.