Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان الأنبياء والرسل السابقون عليهم الصلاة والسلام يرسلون إلى أقوامهم خاصة، أما عموم رسالته صلى الله عليه وسلم فهى للثقلين الإنس والجن، وقال القرطبي والمراد بالعالمين أيضا الإنس والجن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان رسولا إليهما، ونذيرا لهما وأنه خاتم الأنبياء، ولم يكن غيره عام الرسالة إلا نوحا، فإنه عمّ برسالته جميع الإنس بعد الطوفان لأنه بدأ به الخلق، واختلف في عموم رسالته قبل الطوفان على قولين، أحدهما هو عامة لعموم العقاب بالطوفان على مخالفته في الرسالة، الثاني خاصة بقومه لأنه ما تجاوزهم بدعائه، وإنه من بركة النبي الكريم صلي الله عليه وسلم في أحداث كثيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيستجاب له فورا على نحو يثبت مدى صدق ما يتكلم به.
ومن ذلك ما روي عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريش استعصوا عليه، فقال “اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف” أي بمثل السنين العجاف التي ابتلي بها قوم يوسف عليه السلام، فأخذتهم السّنة أي الجفاف والقحط، حتى حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام والجلود والميتة، فأتاه أبو سفيان فقال أي محمد، إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم، فدعا فانكشف عنهم العذاب، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال أصابت الناس سنة أي جفاف وقحط على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة، قام أعرابي فقال يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال فادعوا الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة أي سحابا.
فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم فمُطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى” وقام ذلك الأعرابي فقال يا رسول الله، تهدّم البناء، وغرق المال فادع الله لنا، فرفع يديه فقال “اللهم حوالينا ولا علينا” فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة أي مثل فرجة في وسط السحاب وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدّث بالجود أي المطر الغزير” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة”
فهذا يدل على أن معجزته الكبرى صلى الله عليه وسلم هي معجزة القرآن المبين، وليس معنى ذلك أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ليس له معجزات كسائر الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكن الأمر كما قال الإمام الشافعي ما أعطى الله عز وجل نبيا من الأنبياء ما أعطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال أعطى محمد صلى الله عليه وسلم حنين الجذع، فمعجزات نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فاقت معجزات جميع الأنبياء، فكان يبرئ الأكمه والأبرص، وكان يبرئ المرضى بإذن الله عز وجل، كما أعطي عيسى عليه السلام، فقد خرجت عين قتادة من موضعها وسقطت على خده، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فردها إلى مكانها بيده صلى الله عليه وسلم، وصارت أحسن عينيه فصلى الله عليه وسلم، ورد الله عز وجل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بصر عثمان بن حنيف.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *