Share Button

رسالة إلى الإنسان

اخي العلماني ..من أخيك المتدين

 

الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله

اخي الإنسان الساكن في بشرية العلماني كما تعلم أنا مثلك وحاجتي متشابهة مع حاجتك، بل هي ذاتها لبناء بشريتنا والمحافظة على حياتنا وكرامتنا ووطننا الذي هو مقام الجسد للمجتمع كما الجسد هو بيت النفس الإنسانية بتنوعها، كما الوطن هو بيت لتلك الأنفس بتنوعها.وبالتالي فمن المفروض عقلا وضرورة أن ننظر إلى وحدة حاجاتنا باختلاف افكارنا ونسعى لتحقيقها متضامنين لنحصل عليها ونحافظ على الكيان الذي بجمعنا، وكل ذلك مقامه الاختلاف على العمل ،،.اقول تجمعنا وحدة الحاجات مع الحفاظ على تنوعنا وكرامتنا ووطننا الصغير” جسدنا” ووطننا الكبير الذي يجمعنا كما يجمع الجسد كل الأعضاء ليكون كيانا فابلا للحياة وكل هذا وذاك قوامه العمل الصالح والخير فهل نختلف على فهمه.

فالعمل الصالح بكل اشكاله مرتبط بالإنسان وببشريته وبغيره من الموجودات الأرضية ، ولا أعتقد بأني اختلف معك إذا كنت عاقلا في مفهوم العمل الصالح وضرورته في كل المجتمعات البشرية وغير البشرية ، ولا على الموبقات وضررها الاجتماعي والنفسي وإن اختلفنا بالتسمية لا نختلف بالمعاني، اي اختلافنا في إطلاق الاسماء على الأفعال ولكننا لا نختلف في الغاية والمعاني وربما بالوسيلة للوصول إلى الغاية ، مما يفرض علينا عقلا ووجودا أن نسعى كلانا إلى بناء الإنسان في بشريتنا والإنسان هو صفات الكمال الإنساني، والكمال الإنساني لا يختلف عليه العلماني مع المتدين..والعلمانية ليست للإلحاد والخروج من كل العقائد إلى الشياطين وفعله.. فكلانا يرفض الصفات السلبية التي تقوم في بشرية الإنسان وليست من صفات الإنسان الغش والكذب والتعدي والاحتيال والسرقة و و و وغيرها من صفات تقوم في بشرية الإنسان بغياب العقل.. وكل منا لديه عقل لكنه مغيب بفعل ضعف الإرادة وغياب المحاكمة الصحيحة ، وطغيان المصالح الشخصية على تصرفاتنا وافكارنا هل ترضى يا أخي أن تفقأ العين اليمنى العين اليسرى لأنها تخالفها بالتقاط الصوى فان يدك وعينك وانت يدي وعيني فلنكن جسدا واحدا يتكامل في مسعاه ليعيش حياته..

فلا تفرض علي فكرك بالقوة ، إزرع الفكرة في عقلي وغذيها بتصرفك الحسن وبتطبيقك العملي لفكرتك وعندما المس محاسنها تبدأ عملية التغيير في عقلي.

دعنا نتسابق في بناء الإنسان في نفوسنا فإن احسنا ذلك نكون قادرين على بناء الإنسان و المجتمع.

رسالتي موجهة لنفسي ولك ..لأن ما سمعته منك يدل على انك ذهبت بعيدا وتماديت وحققت رغبة ما يقوم به أعداء الإنسانية..

فلا تجرد نفسك من الأخلاق والحساب والعقاب لتكون علمانيا.. فالعلمانية مسألة أوسع مفهوما وشمولية من فصل الدين عن الدولة ، اوروبا فصلت الدين عن السياسة وبنت حياتها المدنية على اساس من العلم والعقل والمعرفة.

إن فصل الدين عن الدولة لا يعني إلغاء الدين ، وإزالة الحواجز النفسية والشرائعية من داخل المجتمع تعني بشكل أوضح ومحدد بناء المجتمع الواحد المتماسك المتعاون المتصاهر والمنصهر ، بدل مجتمع الطوائف والمذاهب الذي تفصله عن بعضه دوائر مغلقة من المفاهيم والشرائع والممارسات. نحن نريد فصل الدين عن السياسة ، وليس فصل الإنسان عن دينه .

.لن أؤمن بك وأنت مع الشيطان.

 

الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *