Share Button
فى طريق النور ومع أهمية المساجد فى الإسلام “الجزء الرابع “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع أهمية المساجد فى الإسلام، وقال الحسن البصري أيها المؤمن لن تعدم المسجد إحدى خمس فوائد أولها مغفرة من الله تكفر ما سلف من الخطيئة، وثانيها اكتساب رجل صالح تحبه في الله، وثالثها أن تعرف جيرانك فتتفقد مريضهم وفقيرهم، ورابعها أن تكف سمعك وبصرك عن الحرام، وخامسها أن تسمع آية تهديك، فكان المسجد في عهد سلفنا الصالح وصدر هذه الأمة الوضاء كان منطلقا للجيوش، وكان ملاذا لهم، فإذا ضاقت بهم الهموم واشتبكت الغموم أتوه وانطرحوا بين يدي ربهم، فتنفرج لهم الدنيا، وكان منارة هدى ومعهد تعليم ومدرسة تربية، لكم تعلم فيه الجاهل، واتعظ فيه الغافل، واسترشد فيه الضال، واهتدى فيه المنحرف.
وكان مكانا لإطعام الجائع ومواساة الفقير، فبالله أهل الصفة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أين كانوا؟ كانوا في المسجد، فالمسجد في عهد سلفنا الصالح كان يضج بالبكاء، وتتعالى فيه أصوات التكبير والتسبيح والثناء والألسنة الصادقة بالدعاء، فما أن يدخله الداخل حتى يزداد إيمانه، ويشتد في الحق بنيانه، فكان مدرسة الأجيال وملتقى الأبطال، خرج من بين جنباته المفسر للقرآن العالم به والمحدث والفقيه والخطيب والمجاهد والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والداعي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخرجت رحاب المساجد آنذاك قادة الدنيا الذين غيروا وجه التاريخ وأصبحت سيرتهم غرّة في جبين الزمن وأنموذجا لم تعرف البشرية مثله.
ولكم أن تسألوا وما هي تلك المساجد العظيمة التي أخرجت هؤلاء العظماء؟ إنها مساجد بنيت من الجريد وسعف النخيل، إنها مساجد بنيت من الطين، قد تجد فيها سراجا ضعيفا وقد لا تجده، إنها مساجد لم تكن مكيفة ولا منمقة ولا مزخرفة، لا، لكن أخرجت أولئك العظماء لأن العبرة بأهل الدار وليس بالدار، فهل من نظرة بعين العبرة لحال مساجدنا ومساجدهم، ما عرف التاريخ في مساجد فيها وسائل الراحة كمساجد الناس اليوم، ولكن أين الخريجون منها؟ وإن للمسجد أثره الفعال في الجانب الروحي والعبادي، ويكفي أنك بمجرد قراءتك لأم الكتاب تفتح بابا لمناجاة ربك، بل إنك حينما تدخل المسجد فإنك تقوم بحرق ذنوبك خمس مرات يوميا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا” وهذا فضلا عن الراحة النفسية، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ويقول “أقم الصلاة يا بلال، أرحنا بها” رواه أبوداود، فالإنسان مكون من جسد وروح، فكما يغذي جسده بالطعام مرتين أو ثلاثا يوميا، فعليه أن لا يهمل غذاء الروح وإلا أصبح حيوانيا، ويقول تعالى “إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا” فالمسجد هو الأساس في المجال الدعوي.
ليس للمسلمين فحسب، وإن من اللطائف عن المسجد هو جواز إدخال الكافر للتعليم، لأن يسمع كلام الله في المسجد، واستدلوا على ذلك بحديث أبي هريرة رضى الله عنه في الصحيحين “أن ثمامة بن أثال، وهو سيد بني حنيفة، أراد أن يهاجم الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة، وكان قائد بني حنيفة، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أعدو عليه إن شاء الله، فأرسل عليه أبا سليمان خالد بن الوليد سيف الله المسلول، فصاده خالد كما يصاد الثعلب، وأتى به إلى المدينة وربطه في المسجد، وخرج عليه الصلاة والسلام على هذا السيد، وكان من رجالات العرب، قال يا محمد، إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، يقول انتبه إن عفوت عني سوف أحفظ جميلك.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *