Share Button
فى طريق النور ومع السلام مع النفس والكون ” الجزء السابع “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السابع مع السلام مع النفس والكون، ومن أعظم أنواع الإعراض التي بسببه دبّت الفتن والقلاقل، وفقد الأمن والأمان في بعض بلدان المسلمين، هو التولي عن تحكيم شريعة الله عز وجل واستبدالها بالقوانين الوضعية، والدساتير البشرية، فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول “وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم” رواه البيهقي، وابن ماجه، ومنذ قرن أو أكثر ومجتمعات المسلمين تعيش بين برهة وأخرى من البأساء والضراء وتفرق الكلمة ما الله به عليم وذلك بسبب الإعراض عن شريعة رب العالمين، وإن من أسباب زعزعة الأمن هو التفرق والاختلاف بين المسلمين فكم جرّ ذلك من فساد الأحوال الدينية والدنيوية.
مما لا يحصى من الشرور والآلام، والله تعالى يقول فى سورة الأنفال “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” وإن أقبح صور التفرق هو الاختلاف على وليّ الأمر الذي يُحكم شرع الله عز وجل وعدم الالتزام بطاعته في غير معصية الله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية” رواه ابن ماجه، والحاكم، ولقد سطر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاج الناجع الذي إذا سلكناه في مثل هذه الفتن الحاضرة الآن فإننا نعيش حينئذ بأمن وأمان واستقرار ورخاء، ومن هيئات حفظ السلام أيضا هو مجلس الأمن.
الذي تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسية في صون السلم والأمن الدوليين، ويتكون من خمس أعضاء دائمين وعشرة غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة مدة سنتين، وأيضا من الهيئات هى محكمة العدل الدولية التي تعتبر الجهاز القضائي الذي يعمل على حل النزاعات بين الدول، بالإضافة إلى الأمانة العامة التي تقدم خدماتها في إدارة عمليات السلام وإعداد دراسات عن حقوق الإنسان، وعن عمران بن حصين، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم، فرد عليه السلام، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “عشر” ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه، فجلس، فقال “عشرون” ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فرد عليه، فجلس، فقال “ثلاثون” رواه أبو داود، فتأمل في هذا الثواب العظيم من رب كريم، وكم تكون حسناتنا لو اتبعنا هَدى النبي صلى الله عليه وسلم عند تحية إخواننا المسلمين، وعجبا لكثير من الذين استبدلوا بالسلام تحية ما أنزل الله بها من سلطان، ولا شرعها النبي صلى الله عليه وسلم لأمّته، متبعين في ذلك غير المسلمين، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم، وقد قال الإمام النووي فى قوله صلى الله عليه وسلم “لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا” معناه لا يكمُل إيمانكم ولا يصلح حالكم إلا بالتحاب.
وأما قوله “أفشوا السلام بينكم” فهو بقطع الهمزة المفتوحة، وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم مَن عرفت، ومَن لم تعرف، كما تقدم في الحديث الآخر، والسلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين، وعن عبدالله بن سلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” رواه الترمذى، ومن فوائد إفشاء السلام هو حصول المحبة بين المتسالمين.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *