Share Button
فى طريق النور ومع السلام مع النفس والكون ” الجزء الثامن “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثامن مع السلام مع النفس والكون، ومن فوائد إفشاء السلام هو حصول المحبة بين المتسالمين، وكان ذلك لما فيه من ائتلاف الكلمة لتعم المصلحة بوقوع المعاونة على إقامة شرائع الدين، وإخزاء الكافرين، وهي كلمة إذا سمعت، أخلصت القلب الواعي لها عن النفور إلى الإقبال على قائلها، فإفشاء السلام من أسباب المودة بين المسلمين، فقال القاضي عياض والألفة إحدى فرائض الدين، وأركان الشريعة، ونظام شمل الإسلام، وعن أبي أمامة، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام” رواه أبو داود، وعن أبي هريرة رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا لقي أحدكم أخاه، فليُسلم عليه.
فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه، فليُسلم عليه أيضا” رواه أبو داود، وقال النووي إذا سلم عليك إنسان ثم لقيته عن قرب، يُسنّ لك أن تسلم عليه ثانيا وثالثا وأكثر، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كنت رديف أبي بكر، فيمر على القوم فيقول السلام عليكم، فيقولون السلام عليكم ورحمة الله، ويقول السلام عليكم ورحمة الله، فيقولون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال أبو بكر، فضلنا الناس اليوم بزيادة كثيرة” رواه البخارى، فعن الطفيل بن أبى بن كعب أنه كان يأتي عبدالله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبدالله بن عمر على سقاط أى جزار، ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد، إلا يسلم عليه.
قال الطفيل فجئت عبدالله بن عمر يوما، فاستتبعني إلى السوق، فقلت ما تصنع بالسوق؟ وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق، فاجلس بنا ها هنا نتحدث، فقال لي عبدالله “يا أبا بطن وكان الطفيل ذا بطن إنما نغدو من أجل السلام، نسلم على مَن لقينا” رواه البخارى، وتوجد العديد من الآثار في شتى أنحاء العالم التي ترمز إلى السلم والسلام، ومن أشهر هذه الآثار هو جرس السلام الياباني، والذي يوجد في مدينة نيويورك، وشُيد بأمر من الأمم المتحدة ويعني السلام العالمي، وأيضا نافورة الزمن في شيكاغو الأمريكية، والتي ترمز إلى مرور مائة عام من السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
وأيضا قصر فريدينسبورغ في الدنمارك، والذي افتتحه فريدريك الرابع ملك الدنمارك في الحادى عشر من أكتوبر من عام ألف وسبعمائة واثنين وعشرين ميلادى، بعد معاهدة السلام التي وقعت بعد حرب الشمال العظمى، وأيضا حديقة السلام الدولية في منطقة أمريكا الشمالية، والتي تم إنشاؤها للاحتفال بالسلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وإن الإسلام هو دين شامل لكل ما فيه الخير للإنسان، وهو رسالة عامة للإنسان أينما كان، ووقتما كان، فكما هو شامل وعام، فهو صالح لكل مكان وزمان، ولقد بحث المستشرق ديسون، سر عالمية الإسلام فتوصل إلى أن مفتاح ذلك يكمن في أنه دين الإنسانية جمعاء، وليس مقصورا على شعب دون آخر.
ويقول “ذلك أن الإسلام لم يكن دينا للعرب فحسب، وإنما هو دين الإنسانية من أقصى الأرض إلى أقصاها” وأما الباحث جورج رو، فينظر إلى عالمية الإسلام في ابتعادها عن الشكلية وأداء الشعائر، فيقول “ليس الإسلام مجرد شكل، ولا هو مجرد شعائر دينية تتفاوت درجات أصحابها في العمل بها، ولكن الوصف المميز للإسلام هو أنه دين عالمي معمول به أكثر من أي دين غيره” هذا وإن صلاحية الإسلام وعالميته تستمد قدرتها من أنه يقدم الحل الناجع للإنسانية، من القلق والضياع والخوف على المصير، كما يعطى نموذجا للحياة الاجتماعية الأفضل، فإن الناس ليتلهفون على دين يتفق وحاجاتهم ومصالحهم الدنيوية.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *