Share Button
فى طريق النور ومع صاحب مدرسة الرأى فى الفقة “جزء 4”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع صاحب مدرسة الرأى فى الفقة، وسريان سر الحديث في أبي حنيفة أمر ظاهر ذلك أنه رضي الله عنه اشتهر بالدفاع عن عقيدة أهل السنة فألف كتبا عدة في بيان العقيدة الصحيحة منها الفقه الأكبر وهو كتاب مشهور، والفقه الأبسط والعالم والمتعلم والرسالة والوصية، فهذا الفقه الأكبر فيه ” والله واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه ولا يشبهه شئ من خلقه ” وفي الوصية للإمام ” لقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفية ولا تشبيه ولا جهة ” وفي الوصية ” نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه.
وهو الحافظ للعرش وغير العرش من غيراحتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ” وفي الفقه الأبسط ” كان الله ولا مكان كان قبل أن يخلق الخلق كان ولم يكن أين ولا خلق ولا شئ وهو خالق كل شىء ” وهؤلاء هم العلماء الصادقون الذين ملؤوا الدنيا بعلمهم وعملهم ، ومع ذلك نجد أناسا اليوم يرفضون أقوال الأئمة الأعلام، ويقولون هم رجال ونحن رجال، وشتان ما بين رجال ورجال، أولئك تحيا القلوب بذكرهم، وهؤلاء تموت القلوب بمجالستهم، فإذا ذكر الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل، فهؤلاء الجهلة معهم أقزام.
أولئك الأئمة كانوا قمما في الأدب والعلم، كانوا علماء في التقوى، علماء في العبادة، علماء في الزهد والورع والخشية والخوف، ومع ذلك يقول الواحد من هؤلاء الأعلام أحيانا ” لا أدري” فإن العلم هو مصنع العقول، الذي يساعد في بناء شخصية الإنسان، وفي دعم المجتمع، وتظهر أهمية طلب العلم بدوره في بناء الحضارة، وأثر العلم على المجتمع، ويقال دائما من ذاق ظلمة الجهل أدرك أن العلم نور، وللعلم أهميته التي تظهر على الفرد والمجتمع، وهي آثار غالبا ما ترتبط بالنهوض والتطوير والتميز، فهناك أهمية للعلم في حياتنا وهذه الأهمية لا تنقص عن أهمية المعلم، وهو الوسيلة التي تنقل هذا العلم لطالبه، والعلم بحد ذاته هو النور الذي يحقق السعادة.
بعكس ما يقوله البعض بأنه عبء ثقيل على الفرد، بل هو الطريق لنجاح المستقبل، وبذلك يلتمس دور العلم في بناء الحضارة، ولمعرفة الحقيقة والوصول لها يحتاج طالب العلم إلى الصبر الذي يصاحب المشقة والتعب، فكل عالم لم يصل إلى علمه واكتشافاته واختراعاته إلا بصبره ومجاهدة نفسه، فالعلم له أهمية بالغة في حياتنا، فهو أساس رقى وتقدم الأمم فهو النور الذي ينير حياتنا، وهو السبيل في الوصول للمجد والرفعة وقد وصانا به الله عز وجل في قوله تعالى “وقل ربي زدني علما” ولقد كان علماء التاريخ الدليل الحق حول مدى أهمية العلم وفضله على الفرد والمجتمع، فمن أهم الأسباب في استمرارية الحياة هو العلم فلولاه، لانتشرت الأوبئة، وانقرضت البشرية.
وهدمت الأمم باستمرارها في جهلها وظلامها، ومن المهم إدراك أن الأهمية لا تقتصر على طلب العلم وتحصيله، بل هناك أهمية أعظم وهي العمل بهذا العلم، وجعله ملموس واقعي ينهض بالحياة والبشرية، وإنك لتعجب أشد العجب من أقوام ليس لهم حظ يذكر من العلم الشرعي يؤهلهم للفتيا، ثم يتقحمون حمى الشريعة فيخوضون تحليلا وتحريما، وقد تطرح مسألة شرعية في منتدى أو مجلس فلا ينقضي المجلس حتى يُفتي الجميع على اختلاف فئاتهم وتخصصاتهم، هذا يقول في ظني، وذلك في اعتقادي، وآخر يجزم بالتحليل والتحريم، فسبحانك ربي هل غدا التحليل والتحريم مرتعا للجهل والظنون والأوهام؟ فلو خرج إلى الناس مهندس فأخذ يمارس الطب ويصف الدواء للمرضى، ماذا تقولون عنه؟ وبم تصفونه؟ وما مصيره؟
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏ساعة يد‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *