Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع نعمة الأمن والأمان، وقال صلى الله عليه وسلم ” ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامه” رواه أبو داود، وقال صلي الله عليه وسلم “من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام ذل وخزي يوم القيامة” وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما” رواه أبو داود، ولأهمية الأمن أكرم الله به أولياءه في دار كرامته لأنه لو فُقد فقد النعيم.
فقال رب العالمين ” ادخلوها بسلام آمنين” وقال تعالى ” يدعون فيها بكل فاكهة آمنين” ومما يدل على أهميته قول نبينا صلى الله عليه وسلم ” من أصبح منكم آمنا فى سربه، معافى فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا” رواه الترمذى، وإن نعمة الأمن أعظم من جميع نعم الله عز وجل وتقدم عليها، حيث ذكر الله عزوجل الأمن علي لسان خليل الله إبراهيم في القرآن الكريم أكثر من مرة فتارة يقدمه علي الرزق فيقول تعالي فى سورة البقرة ” وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر” وهذا هو الدعاء الأول, وقال ابن كثير “اجعل هذه البقعة بلدا أمنا, وناسب هذا لأنه قبل بناء الكعبة.
فبدأ بالأمن قبل الرزق لسببين، الأول وهو لأن استتباب الأمن سبب للرزق، فإذا شاع الأمن واستتب ضرب الناس في الأرض، وهذا مما يدر عليهم رزق ربهم ويفتح أبوابه، ولا يكون ذلك إذا فقد الأمن، والثاني ولأنه لا يطيب طعام ولا ينتفع بنعمة رزق إذا فقد الأمن، فمن من الناس أحاط به الخوف من كل مكان، وتبدد الأمن من حياته ثم وجد لذة بمشروب أو مطعوم؟ ولقائل أن يقول فلماذا قدم الرزق على الأمن في سورة قريش؟ فالجواب هو أن هذه السورة خطاب للمشركين، وعند مخاطبة هؤلاء يحسن البدء بالقليل قبل الكثير، وباليسير قبل العظيم، وتارة يقدمه علي العقيدة، فيقول تعالي فى سورة إبراهيم ” وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام”
وناسب هذا هناك, وكأنه وقع دعاء في مرة ثانية بعد بناء البيت, واستقرار أهله به بعد مولد إسحاق الذي هو أصغر سنا من إسماعيل، وتقديم المولي عز وجل نعمة الأمن علي لسان خليل الله إبراهيم في دعائه علي غيرها من النعم لأنها أعظم أنواع النعم ولأنها إذا فقدها الإنسان اضطرب فكره وصعب عليه أن يتفرغ لأمور الدين أو الدنيا بنفس مطمئنة وبقلب خال من المنغصات المزعجات، وأيضا قدم طلب الأمن للبقعة التي وضع فيها هاجر وإسماعيل قبل طلب الرزق ,لأن الأمن مقدم علي الرزق وظلت مكة تنعم بالأمن ببركة دعوة الخليل حتي جاءها رسولنا صلي الله عليه وسلم وهم علي شركهم والله يؤمنهم ولما دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلي الإسلام.
خافوا من إتباعه أن يفقدوا هذا الأمن فعاب الله سبحانه عليهم ذلك كيف يؤمنهم وهم علي شركهم ولا يؤمنهم إذا اتبعوا الرسول صلي الله عليه وسلم، فقال الله تعالى فى سورة القصص ” وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون” كما قدم المولي عز وجل نعمة الأمن علي الهداية، فالمؤمن الموحد بالله يركن إلي ركن شديد فلا يخاف فهو في أمن دائم وهو الأحق بالأمن لأنه يعلم أنه سوف يحصل علي إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة, وهو لم يجعل لربه ندا ولا شريكا ولا شبيها ولا نظيرا، فقال تعالي فى سورة الأنعام ” الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون”

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *