Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع ولا تفسدوا فى الأرض، وأن من يسعى لزعزعة الأمن إنما يريد الإفساد في الأرض، وأن تعم الفوضى والشر بين عباد الله، فمن زعزعة الأمن حمل السلاح على الناس، ونشر الأقوال الفاسدة، ونشر الطعن في ولاة الأمر، أو العلماء، أو الطعن في أصل من أصول الدين، وهذه القنوات الفضائية التي تبث ليلا ونهارا، وتغزو الناس في دورهم وفي أماكن أعمالهم ليس خطرها فقط في الأخلاق وإنما خطرها الأكبر زعزعة الأمن، فيجب التنبه والحذر من هذا كله، وكذلك من مظاهر الفساد هو عدم السمع والطاعة لولاة الأمر، الذين أمرنا الله عز وجل، بالسمع والطاعة لهم في المنشط والمكره، وأمر بذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فإن في السمع والطاعة تعاون الجميع واجتماعا للكلمة.
وهذا أصل من أصول الدين، بعض الناس يعتقد أن الحديث في موضوع السمع والطاعة لولي الأمر من المسائل السهلة، فإن جميع أهل العلم جعلوه في باب العقائد، لأن هذا أصل من أصول الدين يجب أن يعرفه كل واحد، وأن يهتم به، ويقول الإمام البربهاري رحمه الله ” من ولي الخلافة بإجماع الناس ورضاهم، فهو أمير المؤمنين، لا يحل لأحد أن يبيت ليلة، ولا يرى أن ليس عليه إمام برا كان أو فاجرا” وإن من مظاهر الفساد أيضا هو ارتكاب المعاصي والآثام، ولقد أوجب الله تعالى علينا طاعته، وألزمنا بذلك، وبيَّن لنا أن الاستقامة على طاعة الله تعالى سبب للتمكين في الأرض، وإذا حققنا التوحيد فإن التمكين والنصر من الله عز وجل، آت لا شك، والدليل على ذلك قوله تعالى فى سورة الأنعام ” الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون “
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة العبادة، وعلى الابتعاد عن الفتن، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” العبادة فى الهرج كهجرة إليّ ” فإذا رأيت الناس يكثرون في أمور لا فائدة منها فاعتزلهم، ويقول الإمام النووي رحمه الله، أن المراد بالهرج هنا هو الفتنه، واختلاط أمور الناس وسبب كثرة فضل العباده فيه هو أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا أفراد، فالانشغال بالعبادة وقت الفتن خير لك وأفضل، وإن من مظاهر الفساد أيضا هو السعي إلى الفرقة والسعي إلى تحزب الناس، وقد نهى الله تعالى عن الفرقة والتحزب، وأمر بالاجتماع، ونهى عن الاختلاف فقال الله تعالى فى سورة الأنفال ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم “
ويقول سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” فالله عز وجل، أمر بالاجتماع ونهى عن الاختلاف، فنشر الفرقة بين الناس بسبب الحسب والنسب، أو توالي وتعقد الولاء من أجل الرجال، فإن هذا سبب من أسباب الفرقة، ومن يسعى إلى نشر الفرقة بين المجتمع ويسعى إلى الإفساد فيهم فيجب نصحه، وإلا حذرنا منه لأنه يسعى للإفساد في الأرض، فعلى المسلم أن يسعى لجمع الكلمة وإلى توحيدها، فإن الله عز وجل، أمر به، وأمر به نبينا صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن من مظاهر الفساد هو الدعوة إلى إفساد المرأة ، ودعوتها إلى أن تعصي ربها عز وجل، وأن تفعل فعل نساء الكفر، فهذا أيضا من الإفساد في الأرض، وليحذر الإنسان من ذلك أشد الحذر، وليسع في كل أمر فيه خير وصلاح.
فإن الفساد في الأرض ليس خاصا بالرجال، فالمرأة عليها أن تسعى للإصلاح في الأرض لا أن تسعى للإفساد في الأرض، وذلك بتربية أبنائها على طاعة الله عز وجل، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على بيتها، وعلى زوجها، وأن تؤدي ما أوجب الله عليها من أقوال وأفعال، والمفسدون في الأرض هم فئة من المجتمع لديهم أفكار مسمومة فاسدة ولم يكتفوا بفسادهم فقط ولكن يرغبون بإفساد من حولهم، ولا يريدون أحدا أن يوقفهم عند حدهم بحجة الحرية الشخصية وتعد هذه الفئة من أخطر الفئات على المجتمع لما قد تسببه من دمار للقيم والدين والأعراف، ويستهدف هؤلاء المفسدون فئة الشباب والمراهقين لسهولة التأثير عليهم، بالإضافة لاستخدامهم الكلام المعسول المسموم والكلمات الرقيقة اللطيفة للترويج عن أفكارهم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *