Share Button

 


بقلم د. عصام الهادى

الإيجابية لفظ ربما لايعرف البعض منه إلا حروفه، وهى كلمة ترد كثيرا على أذهان الكثيرين، لكن القليل من يفكر فى معناها والمغزى الذى تدور حوله هذه الكلمة
وقد تفاوتت الأقاويل حول معنى الإيجابية فمنهم من قال :يقصد بالإيجابية فعل الخير دائماً، أى إن كل من يقدم الخير للناس ولديه روح العطاء فهو شخص إيجابى،
ومنهم من قال: الشخص الإيجابى هو: من حياته مليئةٌ بالإيجابيات الكثيرة، أى إنه فى مواقفه وتعامله مع البشر لديه القدرة على تحقيق كل ماهو إيجابى مفيد ونافع، وخاصة محيط الأسرة الذى يعيش بداخلها، تجده مربيا فاضلا لأولاده، زوجا مثاليا مع أهل بيته، بارا بوالديه، واصلا لأرحامه..
وخارج محيط الأسرة تجده إنسانا متعاونا موجها وناصحا، لايتخلى عن أحد فى محنته،يصحح من أخطاء الآخرين، من ذلت أقدامهم فى مستنقع الأخطاء.. هذا الشخص حياته مليئة بالإيجابيات التى لاتنكر ولا يفهمها إلا من كان مثله..
ومنهم من وقف على حقيقة اللفظ فقال: الإيجابى هو ذلك المسلم الذي يحمل دافعا نفسيا واقتناعا عقليا وجهدا بدنيا، لا يكتفى بتنفيذ ماكُلف به بل يتجاوز إلى المبادرة في طلبه أوالبحث عنه، مع وجود الروح والحيوية التى تعطي للعمل تأثيره وفعاليته..
ومن كل ماسبق نقول: إن الإيجابية التى ينبغى على المسلم أن يحققها فى مجتمعه الذى يعيش فيه هى عمل يثبت به شخصيته، وتعاون يؤكد من خلاله رجولته، وأخلاق تثبت كرامته وشهامته، لايكون المسلم كسولا أبدا فى كل الأوقات فهذه هى السلبية التى لاتنفع بل ربما فى بعض الأوقات تضر بصاحبها وغيره من البشر..
إن الإيجابية هى عطاء بلا حدود ومبادرة بأعمال الخير لاتكبلها القيود.. إن المسلم الإيجابى هو من ينطلق إلى الخير وأعمال البر والإحسان تجاه الناس، له تأثير وبصمة يخلفها من ورائه بعد مماته..
إنه أيضا من يقوم بالدعوة والإصلاح بدافع ذاتى ينبعث من نفسه وعلو همته، متحديا كل الصعاب والعوائق التى تواجهه، وذلك من أجل تحقيق مجتمع صالح فعّال يقوم على التحلى بالأخلاق الكريمة والصفات الحميدة..
فالإيجابى يقاوم ليغير نحو الأفضل يستثمر القليل فينميه ، ويحول المسار فيقود المسيرة.
يقبل على الطاعات، يعرف جيدا قيمة الوقت الذى يمر عليه، يعمل ويكدح، ويكون سببا فى مسيرة عجلة التنمية والتعمير والبناء..
الإيجابية عطاءٌ وتميُّز، وإبداعٌ وتألق..
الإيجابية فى حياة المسلم هى الهمة العالية، والنية الصادقة، والأقوال السديدة، والأعمال المباركة..
فلتكن غاية المسلم الإيجابى هى الجنة، وأمنيته رضا الله عنه…
جعلنا الله جميعا من أهل جنته وطاعته..

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *