Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام أبي حنيفة النعمانن وهو الذي قال عنه الإمام يحيى بن معين وهو إمام الجرح والتعديل، كان أبو حنيفة ثقة، لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا يحفظ، وقيل سمع زيد بن كميت رجلا يقول لأبي حنيفة اتقى الله، فانتفض، واصفر، وأطرق، وقال جزاك الله خيرا، ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا، وقال روح بن عبادة كنت عند عبدالملك بن جريج سنة خمسين ومائة، فأتاه موت أبي حنيفة فاسترجع وتوجع، وقال أي علم ذهب؟ وقال عبدالصمد بن عبدالوارث كنا عند شعبة بن الحجاج، فقيل له مات أبو حنيفة، فقال شعبة لقد ذهب معه فقه الكوفة، تفضل الله علينا وعليه، وقال شعبة بن الحجاج أيضا.
كان والله حسن الفهم، جيد الحفظ، وقال عبدالله بن داود الحريبي ينبغي للناس أن يدعوا في صلاتهم لأبي حنيفة لحفظه الفقه والسنن عليهم، وقال مكي بن إبراهيم وهو شيخ البخاري كان أبو حنيفة أعلم أهل الأرض، وقال علي بن الجعد كنا عند زهير بن معاوية، فجاءه رجل، فقال له زهير من أين جئت؟ فقال من عند أبي حنيفة، فقال زهير إن ذهابك إلى أبي حنيفة يوما واحدا أنفع لك من مجيئك إليّ شهرا، وقال حاتم بن آدم قلت للفضل بن موسى السيناني ما تقول في هؤلاء الذين يقعون في أبي حنيفة؟ قال إن أبا حنيفة جاءهم بما يعقلونه وبما لا يعقلونه من العلم، ولم يترك لهم شيئا فحسدوه، وقال يحيى بن سعيد القطان لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة.
وقد أخذنا بأكثر أقواله، وقال أبو نعيم الأصبهاني كان أبو حنيفة صاحب غوص في المسائل، وقال الذهبي الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شك فيه، وقال ابن حجر العسقلاني مناقب الإمام أبي حنيفة كثيرة جدا فرضى الله تعالى عنه، وأسكنه الفردوس، آمين، وقال عبدالله بن رجاء الغداني كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكافى يعمل نهاره كله، حتى إذا أقبل الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحما فطبخه، أو سمكة فيشويها، ثم لا يزال يشرب الخمر، حتى إذا دب الشراب فيه غنى بصوت وهو يقول أضاعوني وأي فتى أضاعوا، ليوم كريهة وسداد ثغر، فلا يزال يشرب الخمر، ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وكان أبو حنيفة يسمع ضجته، وكان أبو حنيفة يصلي الليل كله.
ففقد أبو حنيفة صوته، فسأل عنه، فقيل أخذه العسس أى الشرطة منذ ليالى، وهو محبوس، فصلى أبو حنيفة صلاة الفجر من غد، وركب بغلته، واستأذن على الأمير، قال الأمير ائذنوا له، وأقبلوا به راكبا، ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط، ففعل، ولم يزل الأمير يوسع له من مجلسه، وقال ما حاجتك؟ قال لي جار إسكافى، أخذه العسس منذ ليالى، يأمر الأمير بتخليته؟ فقال نعم، وكل من أخذه بتلك الليلة إلى يومنا هذا، فأمر بتخليتهم أجمعين، فركب أبو حنيفة والإسكافي يمشي وراءه، فلما نزل أبو حنيفة مضى إليه، فقال يا فتى، أضعناك؟ قال لا، بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا عن حرمة الجوار ورعاية الحق، وتاب الرجل، ولم يعد إلى ما كان.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *