Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام الآمدي وهو سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن محمد العلامة الآمدي التغلبي الحنبلي ثم الشافعي، وهو فقيه أصولي وباحث، وولد سيف الدين الآمدي سنة ألف ومائة وست وخمسين ميلادي، في آمد بديار بكر بدمشق، وقال الصفدي ولد بآمد سنة أحدى وخمسين وخمس مائة من الهجرة، فولد في آمد من ديار بكر ونسب إليها، وقرأ بها القراءات على الشيخ محمد الصفار، وعمار الآمدي وحفظ الهداية في مذهب أحمد بن حنبل، ونزل بغداد وهو شاب وقرأ القراءات بها على ابن عبيدة، وتفقه على أبي الفتح ابن المني الحنبلي، وسمع من أبي الفتح بن شاتيل، ثم انتقل شافعيا وصحب أبا القاسم بن فضلان.
واشتغل عليه في الخلاف، وبرع فيه، وانتقل إلى القاهرة، فقام بالتدريس فيها واشتهر، وحسده بعض الفقهاء فتعصبوا عليه ونسبوه إلى فساد العقيدة، والتعطيل ومذهب الفلاسفة، فخرج مستخفيا إلى حماة ومنها إلى دمشق فتوفي بها، وقال ابن العماد الحنبلي وفيها أي سنة ستمائة وواحد وثلاثين من الهجرة، والسّيف الآمدي، أبو الحسن الحنبلي ثم الشافعي المتكلم العلامة، هو صاحب التصانيف العقلية، قرأ القراءات والفقه، ودرس على ابن المني، ثم تفقه للشافعي على ابن فضلان، وبرع في الخلاف، وحفظ طريقة أسعد الميهني، وقيل إنه حفظ الوسيط للغزالي، وتفنن في علم النظر، والكلام، والحكمة، وكان ذكيا من أذكياء العالم، وأقرأ بمصر مدة، فنسبوه إلى دين الأوائل، وكتبوا محضرا بإباحة دمه.
فلما رأى بعضهم ذلك الإفراط وقد حمل المحضر إليه ليكتب كما كتبوا، كتب حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه، والقوم أعداء له وخصوم، وقال ابن خلكان وضعوا خطوطهم بما يستباح به الدم، فخرج مستخفيا إلى الشام، فنزل حماة مدة، وقام بتصنيف في الأصلين، والحكمة، والمنطق، والخلاف، وكل ذلك مفيد، ثم قدم دمشق في سنة اثنتين وثمانين فأقام بها مدة، ثم ولاه الملك المعظم بن العادل تدريس العزيزية، فلما ولي أخوه الأشرف موسى عزل عنها، ونادى في المدارس، من ذكر غير التفسير، والحديث، والفقه، أو تعرّض لكلام الفلاسفة، نفيته، فأقام السيف الآمدي خافيا في بيته إلى أن توفي في شهر صفر، ودفن بتربته بقاسيون، ويُحكى عن ابن عبد السلام أنه قال ما تعلمنا قواعد البحث إلا منه.
وأنه قال ما سمعت أحدا يلقي الدرس أحسن منه، كأنه يخطب، وأنه قال لو ورد على الإسلام متزندق يشكك ما تعيّن لمناظرته غيره لاجتماع آلات ذلك فيه، وقال سبط ابن الجوزي لم يكن في زمانه من يجاريه في الأصلين، وعلم الكلام، ومن تصانيفه المشهورة هو الإحكام في أصول الأحكام، وهو مجلدين، وابكار الأفكار، في أصول الدين، في خمس مجلدات، واختصره في مجلد، وقال الذهبي وله نحو من عشرين تصنيفا، ووقال السبكي وتصانيفه كلها حسنة منقحة.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *