Share Button
فى طريق النور ومع مرثد بن كناز بن حصين الغنوي “جزء 1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
إن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، هم الأخلاق الرفيعة والخصال الحميدة، وهم الشجاعة في الحق وهم الشدة على أهل الباطل، ولكن يقابلها رحمة بالمؤمنين ورفق بإخوانهم من المسلمين، وكان هذا في تعاملهم مع الخلق أما مع الخالق رب السموات والأرض، فلا تجد وصفا أحسن من وصفهم بكثرة العبادة ودوام الخشوع وحسن الخضوع والابتهال إلى الله عز وجل، بطلب القرب إليه والرضى منه فقال الله تعالى فيهم “تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود” فبتلك الصفات عظيمة المقدار ملكوا الدنيا وسادوا الأرض بفضل الله تعالى، الذي فضّلهم بصحبه نبيه صلى الله عليه وسلم.
وخيرة خلقه و‪عليه الصلاة والسلام‬إن الحديث عن فضائل الصحابة الكرام حديث طويل، فهم الذين أعز الله سبحانه وتعالى، بهم دينه ونشر بهم شرعه، بل لو لم يكن من فضلهم إلا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهم ورضاه عنهم لكفاهم ذلك نبلا وشرفا، ومعنا صحابى من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ألا وهو مرثد بن أبي مرثد الغنوي، اسم أبي مرثد هو كناز بن حصين، ويقال ابن حصن، وهو ينتسب إلى غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر‏، وقد شهد مرثد وأبوه أبو مرثد جميعا عزوة بدر، وكانا حليفين لأسد الله حمزة بن عبد المطلب، ولما هاجرمرثد، فقد آخى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين أَوس بن الصامت.
وقد شهد مرثد بدرا وأحدا، وقتل يوم الرجّيع شهيدا، وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على السرية التي وجهها معه إلى مكة، وذلك في شهر صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من هجرة رسول الله صلى الله إلي المدينة المنوره، وزعم ابن إسحاق أن مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وقد أمّره رسول الله صلى الله عليه وسلم، على السرية التي بعث فيها عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخبيب بن عدي، إلى عضل والقَارة وبني لحيان، وذلك في آخر سنة الهجرة، وكانوا سبعة نفر، وكان منهم مرثد هذا، وهو كان الأمير عليهم فيما ذكر ابن إسحاق، وقد ذكر معمر، عن ابن شهاب، أن أميرهم كان عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وكانوا الستة، هم مرثد بن أبي مرثد.
وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخبيب بن عدي، وخالد ابن البكير، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر، وقد كان هؤلاء الستة قد بعثوا إلى عضل والقارة ليفقهوهم في الدين، ويعلموهم القرآن الكريم وشرائع الإسلام، فغدروا بهم، واستصرخوا عليهم هذيلا، وقتل حينئذ مرثد بن أبي مرثد، وعاصم، وخالد، وقاتلوا حتى قتلوا، وألقى خبيب وعبد الله وزيد بأيديهم، فأسروا، وقد روى عبد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال، كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد، وكان يحمل الأسرى من مكة حتى يأتي بهم المدينة، قال وكان بمكة بغي يقال لها عناق، وكانت صديقة له، وكان وعد رجلا أن يحمله من أَسرى مكة.
قال‏، فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة في ليلة قَمراء، فجاءت عناق فأَبصرت سواد ظلي بجانب الحائط، فلما انتهت إِليّ عرفتني فقالت مرثد، قلت نعم مرثد، قالت مرحبا وأهلا، هلم فبتّ عندنا الليلة، قال‏، قلت لها يا عناق، إن الله حرّم الزنا، قالت يا أهل الخباء، هذا الذي يحمل الأسرى، قال، وحكت لهم ما قال، فاتبعني ثمانية رجال وسلكت الخندمة حتى انتهيت إلى كَهف أو غار، فدخلته، وجاءوا حتى قاموا على رأسي، وأعماهم الله عني، ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي، فحملته، وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الأذخر، ففككت عنه كبله، ثم جعلت أحمله حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله، أنكح عناقا؟
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *