Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، إن ولاية الله تعالى هي الغاية التي خلقنا من أجلها، حيث قال الله تعالى ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” وهي ليست بضاعة يتوارثها الأبناء عن الآباء، بل هي منهج واضح وصراط مستقيم، فيقول تعالي ” وأن هذا سراطي مستقيما فاتبعوه” وإن الطريق إليها ليس مفروشا بالورود والرياحين، بل يتطلب جهدا ووقتا وتضحية، وأن الباب الأعظم للدخول إلى ساحتها هو الإيمان بالله تعالي وبما جاء عنه سبحانه وتعالى، والإيمان برسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم وبما جاء عنه، والقيام بكل ما أمر به، واجتناب كل ما نهى عنه، والإكثار من نوافل العبادات والطاعات، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
” إن الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما يتقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها” فاحرصوا على ما يقربكم عند ربكم زلفى لعلكم تفلحون، ولقد أنزل الله عز وجل علينا الآيات الكثيرة لنأخذ منها العبر والعظات والدروس وإن الاعتبار في الرؤية القرآنية من الناحية اللغوية يرجع أصله إلى مادة عبر، ومنها جاء العبور كالطرق والأنهار ونحوه، ومنها تفسير الرؤى الذي ينقلها من حيز الخيال والأحلام إلى مجال التفسير واكتشاف الدلالة وفك الشفرة، لهذا كانت العبرة من أسماء الدموع، حيث تحول التأمل إلى حالة شعورية.
أفصحت عن نفسها في قطرات انحدرت من العين، ومنها عابر السبيل الذي ينتقل من مكان إلى آخر بحثا عن غايته وسعيا للوصول إلى هدفه، وإن هناك حقوق وواجبات بعيدة عن المكانة الإجتماعية أو الوجاهه في الإسلام، حيث يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما “لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه” هو أحق بهذا المجلس مهما كانت وجاهتك، ومهما كانت مكانتك، فمكانتك في المكان الفارغ لا أنك تأتي وتقيم الإنسان وتجلس مجلسه لماذا؟ إن هذا يشعره بتعاليك هذا يشعره بأنك تحتقره هذا يجرح مشاعره إلا إن قام من ذات نفسه إكراما وإجلالا، فإن هذا أيضا من هذا الباب من باب احترام المشاعر، فإذا قام الصغير للكبير وقام طالب العلم للعالم.
فإن هذا من هذا الباب لقوله صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر” فإذا لم يجلّ الكبير سواء كان كبيرا في السن كالأب أو العم أو الخال أو كان عالما أو كان رئيسا أو مسئولا فإنهم ينزلونه منزلته اللائقة به، فلهذا قال صلى الله عليه سلم “ليس منا من لم يجل كبيرنا” وإجلال الكبير وذي الشيبة من هذا الباب من باب احترام المشاعر، ومن باب إظهار المحبة ودفء العاطفة فيما بينك وبينه، ألا فاتقوا الله أيها المسلمون، واعملوا بطاعته، واتبعوا سنة الحبيب ، واتبعوا طريقته، فاتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا أسباب سخط ربكم جل وعلا، فإن أجسامكم على النار لا تقوى.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *